أسلوب الحصار عند الامام المهدي (الخرطوم نموذجاً) - " د.حاتم الصديق محمد ، د.محمد آدم الحمدابي"







أسلوب  الحصار عند الامام المهدي
(الخرطوم نموذجاً)

إعداد
د. حاتم الصديق محمد أحمد                                                                     د. محمد آدم الحمدابي
أستاذ مشارك                                                                                           أستاذ مساعد
قسم التاريخ – كلية التربية                                                                     قسم التاريخ – كلية الآداب
جامعة الزعيم الأزهري                                                                              جامعة الخرطوم




أسلوب الحصار عند الامام المهدي
(الخرطوم نموذجاً)
مستخلص :
         قامت الثورة المهدية في العام 1881م ضد الحكم التركي – المصري في السودان ولم يكن أمام هذه الثورة إلا أن تدخل في معارك متواصلة لثبيت أقدامها ثم طرد هذه المجموعات الحاكمة من السودان لذلك وجد الامام المهدية نفسه في أول المعارك في أبا ثم تطور الأمر بعد ذلك وتوالت النجاحات حتى هاجمت قوات المهدي مدينة الأبيض ورغم الهزيمة في هذه المعركة إلا أن المهدي استطاع تجميع قواته وتغير اسلوبه العسكري حيث اتجه إلى اسلوب الحصار بدلا عن الهجوم وبذلك أمسك المهدي بخيوط النجاح وتوالت الانتصارات في جميع الجبهات فكانت انتصارات عثمان دقنة في الشرق ومعارك المهدية في الوسط والغرب والجنوب ثم كان تحرير الخرطوم في 26 يناير 1885م .
Abstract
The Mahdi's revolution occurred in 1881 against the Turkish – Egyptian rule in Sudan . this revolution had nothing to do other than engaging in  continuous  battles to get foothold then ousting the ruling groups from Sudan. The Mahdi's first battle was Aba, then successes continued until the Mahdi's forces attacked Ubaid city and despite the defeat in this battle, Mahdi succeeded in  regrouping  his forces and changing his military tactics where he opted to seizure instead of assault, and therefore he won in different fronts, Osman Degna's victory in the east and Mahdi's battles in the center, west and south then the liberation of Khartoum in 26th of January 1885.

مقدمة
        اهتمت الجيوش منذ القدم بوضع الخطط الحربية والاستخباراتية بغرض تحيق الانتصارات ، وقد تتبع الامام محمد أحمد المهدي منذ المعارك الاولى خطوات الرسول الكريم في وضع خططه الحربية.  وسعى الى  الاستفادة  من استخباراته في معرفة تحركات العدو ولذلك  نجح في  تحقيق العديد من  الانتصارات ضد قوات الحكم التركي المصري.
 وقد تجلت مقدرة المهدي العسكرية  والتنظيمية والحربية في وضع الخطط الحربية التي حقق بها انتصاراته ضد أبو السعود وراشد بك ايمن والشلالي وبعد ذلك تحرير  الابيض والخرطوم  .
        الخطة التي وضعها المهدي لضرب قوات أبو السعود، اعتمدت على المباغتة رغم قلة أتباعه، وقد استطاعت قواته تنفيذ هذه الخطة المحكمة، الشيء الذي حقق له النجاح على قوات الحكومة.([1])
        هجمت قوات المهدي على قوات أبو السعود، وقتلوا معظمهم، ويرجع الفضل لانتصار المهدي على قوات أبو السعود إلى الحضور الذهني للمهدي ولقدرته التنظيمية وتوزيع قواته إلى مجموعات استطاعت أن تحاصر قوات أبو السعود وتنتصر عليهم.([2])
خطة المهدي للقضاء على قوات راشد:
        استقر المهدي في قدير بعد أن تحرك من الجزيرة أبا، وقد بلغت قوات المهدي في قدير( 8000 )مقاتل. وبعد أن وصلته أخبار تحرك راشد نحوه في قدير، تحرك المهدي بقواته إلى غابة بالقرب من جبل قدير، وهذه الغابة تعتبر الطريق الوحيد المفضي إلى الجبل، وبعد أن وصل المهدي عمل على صف راياته ووقف معهم وحثهم على الجهاد، واعتمد المهدي على السرعة التي تمتاز بها قواته والمفاجأة قبل أن تتشكل قوات راشد في شكل مربع.([3])
        قاتل المهدي ضد قوات راشد بالطريقة الإسلامية، والتي تعتمد على القلب الذي يتشكل من الأنصار والمشاة، وأمّا الخيالة فقد كانوا في الجناحين لكي تطبق على العدو.([4])
        كان هجوم الأنصار على قوات راشد مفاجئاً، حتى أنّ قوات راشد المسلحة بالأسلحة النارية لم تتمكن من إطلاق صاروخ واحد.([5])
لجأ المهدي إلي أساليب الحرب الإسلامية من حيث استثمار عنصر المباغتة ومعرفته لنقاط القوة في جيشه، ونعتقد بأنّ المهدي عرف أنّ عنصر السرعة والحماس لدى قواته أفضل من السلاح الناري الموجود مع قوات راشد، واعتمد المهدي على بطء قوات راشد الشيء الذي أكده عدم سرعة تشكيلهم عندما هاجمتهم قوات المهدي.
التكتيك القتالي لقوات المهدي:
        كان التكتيك القتالي للأنصار يعتمد على التحرك إلى الأمام نحو التكوينات الطبيعية حتى يتمكنوا من شن هجوم جماعي والالتحام المباشر والعنيف ومباغتة الخصم، ولقد امتاز الأنصار بالقتال الإلتحامي، وهو سر انتصارات المهدي في المعارك الأولى، بالإضافة إلى ذلك الشجاعة التي تميزت بها قواته، عكس قوات الحكومة التي اتسمت بعدم ضبط النفس، حيث كانوا يهربون من أمام قوات المهدي في معظم المعارك.([6])
خطة المهدي للقضاء على قوات الشلالي:
        بعد أن عسكرت قوات الشلالي بجبل الجرادة، وضع المهدي خطة محكمة استهدف بها الزريبة التي شيدها الشلالي، واعتمدت الخطة على اقتحام الزريبة بواسطة الأنصار من كل جهاتها. تحركت قوات المهدي نحو المعسكر وهدفها نسف هذا المعسكر، وكان الهجوم على قوات الشلالي في 1299ه فجر الاثنين 28 مايو 1882م، وقد كان الهجوم كاسحاً، قتل فيه معظم قوات الشلالي.([7])
        اعتمد المهدي على الهجوم فجراً ووضح ذلك في جميع مواجهاته ضد قوات الحكومة، ونعتقد بأنّ المهدي قد وجد أنّ هذا التوقيت هو الأنسب لتحقيق النصر، وذلك لأنّ قواته تكون في هذا الوقت في كامل حضورها الذهني والبدني والعسكري، عكس قوات الحكومة.
وهناك ملاحظة أخرى وهي أنّ المهدي هو الذي يتابع ويترصد قوات الحكومة وليس العكس.
أسلوب الحصار عند الامام المهدي:
نجد أنّ تكتيك المهدي العسكري قد تحول من التكتيك الهجومي على قوات الحكومة إلى تكتيك من نوع آخر وهو الحصار، وقد تجلى هذا الأسلوب في حصار الطيارة وبارا والأبيض والخرطوم.
حصار وتحرير الطيارة 6 أغسطس 1882م:
استطاعت قوات المهدي أن تسيطر على أسحف وذلك تحت قيادة المنا إسماعيل وأبو القاسم صالح، وأحمد شنبول، واستطاع كذلك المنا إسماعيل أن يجمع القبائل المجاورة بالإضافة إلى قبيلة الجمع، وقد بلغ العدد الكلي لقواته عشرين ألف مقاتل، وتحرك بهم نحو العيارة وعندما وصل عمل على إنذار أهلها وسكانها من الأتراك الذين عملوا على تحصين المدينة بواسطة خندق تم حفره لحمايتها.([8])
شنت قوات المنا إسماعيل هجومين على المدينة، بعد أن رفض أهلها التسليم ولم يستطع اختراق الدفاعات ودخول المدينة، وفي الهجوم الثالث نجحت المحاولة، واستطاع دخول المدينة، وأعمل القتل في كل مكان، وعمل على قطع خط التلغراف الواصل بين الأبيض والخرطوم.([9])
ساهم سقوط العيارة في رفع الروح المعنوية للأنصار، وتم عزل كردفان عن المركز بعد أن تم قطع خط التلغراف الواصل بين الأبيض والخرطوم.
حصار بارا 6 يناير 1883م:
تمت محاصرة المدينة بواسطة قوات الأنصار، وقد كانت القوات داخل المدينة تتكون من 340 من قوات الحكومة تحت قيادة سرور أفندي والنور عنقرة*، وأمّا قوات الأنصار فقد كانت تحت قيادة المنا إسماعيل والأمير رحمة ود منوفلي، وقد وجه المهدي قواده المحاصرين للمدينة بأن ينقضوا عليها ويقتلعوها من قوات الحكومة.([10])
شدد الأنصار الحصار على بارا، ونتيجةً لهذا الحصار خرج النور عنقرة وباغت قوات المنا إسماعيل وقتل منهم عدد من الأنصار واستطاع أن يستولى على عدد من الغنائم التي معهم، ثم رجع إلى داخل المدينة.
وبعد أن أحضر المهدي الأسلحة النارية من قدير للمساهمة في تحرير الأبيض، عمل على إرسال أعداد منها إلى القوات المحاصرة لبارا وذلك لكي تساهم في تحرير المدينة.([11])
كان اهتمام المهدي بالمدينة واضحاً، وما يدل على ذلك توجيهاته للمنا إسماعيل والأمير رحمة ود منوفلي بالانقضاض على المدينة وفتحها، والشيء الثاني إرسال الأسلحة النارية إلى المنا إسماعيل من قِبَل المهدي الشيء الذي يؤكد بأنّ المهدي يطمح في السيطرة على المدينة بأسرع وقت ممكن.
ويمكن أن نقول بأنّ المهدي كان يرغب في تحرير المدينة القريبة من الأبيض وذلك لإدخال الخوف في نفوس سكان الأبيض، الشيء الذي سوف يساهم وبصورة كبيرة في السيطرة عليها.
بعد الدعم الحربي الذي أرسله المهدي للمنا إسماعيل، تم تشديد الحصار على المدينة، عندها تكوّن مجلس من الضباط والسناجق المحاصَرِين في داخل المدينة، واتفقوا على التسليم بشرط أن لا يتم للمنا إسماعيل، لخوفهم من أن يعمل على إساءة معاملتهم، وكتبوا للمهدي بهذا الأمر. قام المهدي بإرسال الأمير عبد الرحمن النجومي* بقوة كبيرة، وتم استلام المدينة في 25 صفر 1300هـ/ 6 يناير 1883م. وعمل النجومي على إحضار جميع السكان إلى مدينة الجنزارة حيث قابلهم المهدي الذي أطلق 21 مدفعا ابتهاجاً بالنصر الحاسم.([12])
تقدم النور عنقرة وجمع الضباط وبايعوا المهدي، وقد كان لتسليم بارا الأثر الإيجابي في نفس المهدي لأنه اعتبره بمثابة تعويض عن الخسائر التي لحقت بقواته في هجوم الجمعة الفاشل على الأبيض. ([13])
حصار الأبيض وتحرير الأبيض 1883م:
        بعد أن فكر المهدي في حصار الأبيض وتحريرها أرسل إلى أتباعه القاطنين حول الخرطوم بهدف مناوشة الحكومة المركزية التي كانت تحت قيادة عبد القادر باشا* وذلك لكي لا يستطيع مد العون لإقليم كردفان، وقد نجحت سياسة المهدي بصورة واضحة حيث انشغل عبد القادر باشا عن كردفان وأصبح يواجه الثورة في المناطق القريبة من الخرطوم.([14])
        تحرك المهدي نحو الأبيض، ونتيجةً للتحصينات القوية، عمل على تشديد الحصار على المدينة بغرض انهيارها من الداخل، وذلك من خلال الجوع والخوف والمرض. وبعد أن نهش الجوع أجساد المحاصَرين اختار بعض السكان الاستسلام، وكان المهدي يطمع في الحصول على المدينة بأقل الخسائر.([15])
        ارتفعت نسبة الوفيات وسط السكان نتيجةً لتفشي مرض فقر الدم والدسنتاريا، وقد كانت حصيلة الموتى في اليوم وفي داخل المدينة ما بين 10-20 شخص، وبعد أن اشتد الحصار أخذ السكان في التسلل إلى خارج المدينة، والالتحاق بمعسكر المهدي، وقد كان من أبرز مَن خرجوا إبراهيم ود عدلان*.([16])
        كان رضوخ السكان للتسليم شيئاً قريباً، ولكن لم يتم التسليم، عندها صمم المهدي على مهاجمة المدينة، وأمر بإحضار الرايات، أمر كذلك بأن تدخل راية أخيه محمد عبد الله من القبلة ثم تتبعها بقية الرايات، وبعد صلاة صبح الجمعة تحركت القوات نحو المدينة.([17])
        هجمت قوات الأنصار على المدينة، ولكن القوات المدافعة عنها استطاعت أن تصد الهجوم الكاسح الذي قُتل فيه ما بين 12-20 ألف مقاتل من الأنصار، بعد هذا الهجوم الفاشل أو الهزيمة تراجع المهدي مع قواته إلى (كابا). وكانت فكرة بعض أتباع المهدي التحرك نحو دارفور، ومن أنصار هذا الرأي الخليفة عبد الله، وكان هنالك رأي مخالف لرأي الخليفة وهو التقدم نحو المدينة مرةً أخرى وصاحب هذا الرأي الياس باشا أم برير، وبعد التشاور مع أصحابه والتجار قرر المهدي مهاجمة المدينة مرةً أخرى، وعندما وصلها للمرة الثانية ضرب حولها حصاراً محكماً بعد أن أمر بإحضار الأسلحة من قدير، واستمر الحصار حتى مطلع سنة 1301هـ/ 1883م.([18])
        بعد فشل الهجوم الأول على الأبيض أصدر المهدي تعليماته المشددة بعدم الهجوم على أي مدينة عند بداية الحصار، وإنما عليهم الانتظار حتى تعمل المجاعة والأمراض على إنهاك سكان المدن المحاصرة، وبعد ذلك يتم الهجوم.([19])
        وفي العام 1883م أدخل المهدي استراتيجية جديدة لكي تتناسب مع السلاح الناري، وقام بتشكيل مجلس حربي ظل في انعقاد دائم.([20])
        بعد إحضار السلاح الناري أصبح التفوق الواضح لقوات المهدي، وذلك بعد تكوين فرقة الجهادية السود تحت قيادة حمدان ابوعنجة، وقد ساهمت هذه القوة في تحرير المدينة بعد أن أضيف عدد منها إلى قوة الرايات، وفي سنة 1301هـ/ 1883م استسلمت المدينة ودخلها المهدي دخول الفاتحين.([21])
        كان التكتيك العسكري والحربي للمهدي يتغير من معركة إلى أخرى، حيث نجد بأنّ التكتيك في أبا يختلف عن التكتيك العسكري ضد قوات راشد والشلالي وكان المهدي يبادر بالهجوم، لذلك نعتقد بأنه قد حقق العديد من المكاسب التي كان في أشد الحاجة إليها.
        ساهم السلاح الناري في تحرير الأبيض وبقية المدن المحاصرة الأخرى في كردفان. صاحَب استخدام السلاح الناري، إنشاء فرقة الجهادية التي أصبحت القوة الضاربة في جيش المهدي.
الخطة التي وضعها المهدي للقضاء على حملة هكس:
        بعد السيطرة على الأبيض، وصلت الأخبار للمهدي بأنّ الحكومة قد أرسلت قوة عسكرية ضخمة للقضاء عليه في الأبيض، ولهذا وضع المهدي قوات هكس تحت المراقبة، وبعد أن تحركت قوات هكس من الدويم نقل المهدي جميع قواته من الأبيض إلى المنطقة الواقعة في شرق المدينة.([22]).
التكتيكات التي استخدمها المهدي لضرب معنويات قوات هكس:
        استخدم المهدي عدداً من التكتيكات لضرب معنويات العدو مستخدماً الطلائع لتنفيذ تلك المهام، منها الغارات المتكررة والهجوم على الأجنحة والكمائن والهجوم المفاجئ في المكان والزمان المناسب، وترحيل الأهالي من أمام الحملة، وتوزيع المنشورات التي تنادي بالتسليم.([23])
        أناط الإمام المهدي مهمة مناوشة قوات هكس باشا للقائد أبو قرجة* الذي تمكن من الالتحام بالقوات الغازية في منطقة العقيلة في سنه1301هـ/ 11 أكتوبر 1883م وأصبح ملازماً لها كالظل، وقد نجحت هذه القوة في مناوشة الحملة وقتل كل من يتحرك خارج نطاق المربع، لأنّ قوات هكس كانت تتحرك في شكل مربع، حتى دواب الحملة لم تستطع الرعي خارج المربع ومات العديد منها، ودخل الخوف في نفوس الجنود كلما توغلوا في داخل البلاد، واستمرت المناوشات حتى وصلت قوات هكس منهل الرهد في سنه 1301هـ/ 20 أكتوبر عام 1883م.([24])
        اهتم المهدي بإعداد الرايات، وأوكل للراية الزرقاء مهمة الاقتحام ضمن قوة الاقتحام الرئيسية، وتحركت الرايات الثلاث تحت قيادة كل من الأمير عبد الرحمن النجومي والأمير يعقوب والأمير موسى ود حلو ومعهم جهادية حمدان ابوعنجة.([25])
        استطاعت قوات المهدي أن تلتحم مع قوات هكس في غابة شيكان، وحققت عليهم نصراً حاسماً، بعد أن أبيدت جميع قوات الحملة وانكسر المربع الذي شكل قوات هكس.([26])
        بعد القضاء على حملة هكس أخذ يستعد للتحرك نحو الخرطوم والسيطرة عليها، ولتأكيد ذلك بدأ في إجراء عدد من الاتصالات مع الأهالي ورجال الدين وهو يسعى بذلك إلى كسب أكبر عدد من الأتباع والمؤيدين، وكتب إلى رجال القبائل القاطنين حول الخرطوم وأمرهم بإثارة حالة من الفوضى وعدم الأمان وإثارة القلاقل و تحركت قوات المهدي تحت قيادته نحو الرهد بجيش كبير، ومن الرهد قام المهدي بإرسال الأمير عبد الرحمن النجومي على رأس جيش مسلح بالبنادق والمدافع، وأخرج المهدي جيشاً آخرَ مع النجومي تحت قيادة عبد الله ود النور هدفه عزل الخرطوم.([27])
        اعتمد المهدي على عدد من أنصاره في تشديد الحصار على الخرطوم، وقد طبق نفس الأسلوب الذي طبقه في الأبيض، حيث اعتمد على العبيد ود بدر في حصار المدينة من الشرق، ومن الجنوب الفقيه مضوي، ومن جهة أم درمان مصطفى الأمين ود أم حقين، ومن جهة النيل الأزرق محمد الطيب البصير الذي قام بمحاصرة قوات الشايقية والأتراك بالقرب من النيل الأزرق.([28])
        وكذلك قام الشيخ أحمد أبو ضفيرة وهو شيخ قبيلة  الجموعية  في أم درمان بحصار المدينة من جهة أبو سعد، وأوكل المهدي لأمير محمد عثمان أبوقرجة مهمة الإشراف على جيش الجزيرة، واستطاع بالقوات التي معه ومساندة القبائل أن يسيطر على منطقة فداسي، ومنها تحرك نحو الخرطوم وعسكر بالجريف وبدأ في إعداد العمليات العسكرية نحو الخرطوم. وجدت قوات أبو قرجة بعض المقاومة من قوات غردون، ومُنِيَ كذلك ببعض الهزائم ولكن استمر في الهجوم على المدينة والضغط عليها.([29])
تحرك المهدي بقواته من الرهد في 22 أغسطس، وقد كانت قواته تسلك ثلاثة طرق مختلفة، الطريق الأول اتخذته القبائل التي تستخدم الجمال وهو الطريق الشمالي، أمّا الطريق الأوسط الذي يمر عبر مناطق( الطيارة ، شركيلة ، الدويم ) فقد سلكه المهدي وخلفاؤه والأمراء، أمّا الطريق الجنوبي فقد سلكه البقارة والقبائل الأخرى صاحبة المواشي، وفي الطريق نحو الخرطوم لحق بالمهدي شيخه محمد شريف نور الدائم وكذلك لحق به (أوليفر باين )الصحفي الفرنسي.([30])
نلاحظ التنسيق الواضح في حركة قوات المهدي وتحركها نحو الخرطوم، وهذا التنسيق قد وضح في سلك الطرق، ونعتقد بأنّ اختيار الطريق بالنسبة للقبائل التي ترعى الإبل قد تم بطريقة مدروسة لتوفر المرعى الصالح والذي يتناسب معهم. وكذلك بالنسبة للطريق الأوسط الذي تم اختياره للخلفاء والأمراء، نجد بأنّ هذا الطريق غير مزدحم بالقبائل المتحركة مع المهدي مما سهل الحركة بالنسبة لهم ولبقية الخلفاء والأمراء. أمّا الطريق الثالث فهو الطريق الذي تم اختياره لقبائل البقارة والقبائل التي لها مواشي، ونعتقد أنّ هذا الاختيار قد تم لوفرة المياه والعشب الذي يتناسب مع هذه المواشي.
حصار أم درمان 1884م:
استمر تقدم المهدي نحو الخرطوم حتى وصل أبو سِعِد، والتي مكث فيها ثلاثة أشهر ومنها بعث العديد من المنشورات إلى سكان الخرطوم، حيث فعلت هذه المنشورات مفعول السحر بين سكان المدينة المحاصرة، فلحق بعضهم بالمهدي وبايعوه، ثم بدأ في إرسال الرسائل إلى غردون باشا بلغت ثماني رسائل وملحقين.([31])
كلف المهدي حمدان ابوعنجة، بأن يقوم بحصار المدينة، وأن يعمل درعاً ترابياً ضد الرصاص، وحفر خندق يساعدهم على الاختباء.([32])
حصار وتحرير مدينة الخرطوم1884-1885م:
ضرب المهدي الحصار على المدينة لمدة ستة أيام، بعدها سلمت المدينة بعد أن استبسلت قوات الحكومة وحاربت بقوة، ولكن الشيء الذي أضعفهم عدم وصول المدد من الخرطوم، وبعد أن سلمت أم درمان أعطاهم المهدي الأمان، وأمر حمدان ابوعنجة جمع الأسلحة والأموال. بدأت علامات السرور على المهدي بعد السيطرة على أم درمان، وأصبح يبشر الأنصار بفتح الخرطوم بعد أم درمان.([33])
ساهمت السيطرة على أم درمان في رفع الروح المعنوية للمهدي، الشيء الذي انعكس إيجاباً على قواته، وأصبحت السيطرة على أم درمان هي المفتاح الحقيقي للسيطرة على الخرطوم بعد ذلك، بعد أن ازداد الضغط على المدينة بفضل الخطة المحكمة التي وضعها المهدي لخنق المدينة.
بعد السيطرة على أم درمان، عمل المهدي على تشديد الحصار أكثر على الخرطوم، ولذلك طلب الخليفة عبد الله من محمد خالد زقل* في الفاشر مد قوات المهدية بالأسلحة الموجودة معه، وقد حدد الخليفة عبد الله لمحمد خالد زقل سلاح (الرمنتجون).([34])
 وفي خطاب آخر بتاريخ 20 صفر 1302هـ/1882م ألح الخليفة على محمد خالد زقل في طلب الأسلحة لأنّ تحرير المدينة يحتاج إلى المزيد من الأسلحة، ولأنّ الحصار مضروب من ثلاثة جهات ولحاجة القوات للبارود عليه أن يرسل بارود المدافع والجُلَل.([35])
وطلب الخليفة من محمد خالد أيضاً الاستعانة بالإبل واستئجارها من عرب دارفور.
وحدد الخليفة عبد الله حاجة القوات من الأسلحة لمحمد خالد زقل بأن لا تقل عن حمولة ألفين بعير، وهي الكميات التي طلبها المهدي.([36])
كان طلب الدعم العسكري والحربي من محمد خالد زقل تصرفاً عسكرياً مهماً وذلك لتشديد الحصار على المدينة المتهالكة، وإحضار المزيد من الأسلحة والذخيرة يعمل على رفع الروح المعنوية لقوات المهدية المتربصة بقوات غردون.
ونجد بأنّ الفاشر قد ساهمت بصورة كبيرة في مد قوات المهدية بالأسلحة وفي تحرير المدينة، وتسريع عملية نقل الأسلحة من دارفور إلى الخرطوم.
إضافةً للأسلحة والبارود التي طلبها الخليفة عبد الله من محمد خالد زقل، طلب منه إرسال أعداد من قوات (البازنقر والجهادية )، وذلك لدعم القوات المحاصِرة للمدينة (... عجِّلوا بإرسال جانباً من الجهادية وجانب من البازنقر بأسلحتهم الطرفين وجانب من الخيول ...).([37])
بعد أن وصلت أخبار هزيمة قوات المهدية في أبو طليح إلى المهدي، عقد مجلس حربي فيه الخلفاء وكبار الأنصار وأقاربه، طُرحت فكرة الانسحاب إلى كردفان، وجدت الفكرة في البداية بعض التأييد، وكان أكبر المعارضين لها محمد عبد الكريم خال المهدي، ونتيجةً لمعارضته قرر المجلس الهجوم قبل أن تصل قوات الإنقاذ، وما عزز فكرة الهجوم ما ورد على لسان بعض الهاربين من المدينة.([38]).
معركة ابوطليح وتحرير الخرطوم :
        رغم الهزيمة التي تعرضت لها قوات المهدية في ابوطليح وهي تسعى لمنع وصول حملة الانقاذ إلى الخرطوم الا انها تعد من المعارك المهمة في تاريخ المهدية حيث أن هذه المعركة نجحت في تأخير حملة الانقاذ مما ساعد المهدي على الانقضاض على الخرطوم.
بعد أن وصلت أخبار هزيمة قوات المهدية في أبو طليح إلى المهدي، عقد مجلس حربي فيه الخلفاء وكبار الأنصار وأقاربه، طُرحت فكرة الانسحاب إلى كردفان، وجدت الفكرة في البداية بعض التأييد، وكان أكبر المعارضين لها محمد عبد الكريم خال المهدي، ونتيجةً لمعارضته قرر المجلس الهجوم قبل أن تصل قوات الإنقاذ، وما عزز فكرة الهجوم ما ورد على لسان بعض الهاربين من المدينة حيث أوضح للمهدي نقاط الضعف في بعض المناطق والتي يمكن من خلالها دخول المدينة.([39]).
انهيار استحكامات الخرطوم:
كانت الخرطوم تحيط بها العديد من الاستحكامات، مثل الكلاكلة وبري، والقوات التي تم توزيعها على هذه الاستحكامات بلغ عددها خمس أورطات من الجنود و25 أوردي من الباشبوزق والشايقية، وتم حفر خندق بين النيلين الأبيض والأزرق لحماية المدينة ووضعت عليه الأسلاك الشائكة والمسامير الحديدية (الضِريسَة)*، وكان الهدف من وضع الضريسة والتحصينات أن تعيق الدخول إلى داخل المدينة، ولكن المهدي كان يعرف كل شيء وذلك عبر الذين فروا منها. في مساء الأحد جماد الأول 1305هـ/ 25 يناير 1885م عَبَرَ المهدي النيل الأبيض إلى معسكر النجومي وتشاور معه في شأن الهجوم، استقر الرأي على أن يكون الهجوم في فجر الاثنين جماد الاول1305هـ/ 26 يناير 1885م، وعند الفجر بدأ الهجوم على المدينة، واختار المهدي هذا التوقيت لكي لا تتمكن القوات الحكومية من إلحاق الخسائر بجنوده. كان النجومي صاحب قيادة الهجوم من جهة النيل الأبيض ومعه 40 ألف مقاتل، واستطاع اختراق الدفاعات عبر فتحة صغيرة بين الاستحكامات، وكان هناك ما يقارب 20 ألف جندي منتشرين في مواجهة الدفاعات. وبعد وصول جيش النجومي بدأت القوات المواجِهة للاستحكامات في الهجوم، واستطاعت المجموعة الأولى من قوة الأنصار الوصول إلى مقر غردون وتحررت المدينة في وقت وجيز.([40])
نرى وبصورة واضحة أنّ معظم مواجهات المهدي ضد قوات الحكومة، قد اختار لها المهدي توقيتاً واحداً وهو الفجر، والدليل القضاء على قوات أبو السعود كان فجراً، وكذلك راشد والشلالي والهجوم على الخرطوم.

الخاتمة :
 كانت الثورة المهدية نقطة تحول واضحه في تاريخ السودان الحديث من خلال ما حققته من نتائج حيث استطاع أن تخوض العديد من المعارك الشرسة ضد الحكم التركي في المدن والارياف السودانية ، كما أنها وضحت بصورة جلية المقدرات الذاتية بالنسبة للمهدي . كان لانتصارات المهدي المتوالية على قوات الحكومة وشخصية المهدية واوضاع السودان في ذلك الوقت الأثر الكبير في توافد المقاتلين الى المهدي في المناطق التي اقام فيها أو مر بها وقت مثلت تلك القوات المقاتلة الوقود الحقيقي للثورة المهدية .
  تجلت عبقرية المهدي القتالية في معركة أبا وفى القضاء على حملة راشد والشلالي وكذلك في تحرير الابيض رغم الانتكاسة التي واجهها في اول الأمر  وبعد ذلك اندلعت الثورة في كل مناطق السودان بغرض التحرر ونيل الاستقلال الذى تكلل بتحرير الخرطوم واعلان الدولة المهدية .
نجد بأن المهدي نجح والى حد بعيد في تسخير كل الامكانيات المادية والبشرية في ذلك الوقت لخدمة هدفه الاساسي المتمثل في طرد الاتراك من السودان.
نتائج البحث:
-       لعبة شخصية المهدي الدور الأساس في تحقيق الانتصارات المتوالية على قوات الحكومة التركية في السودان .
-       نجح المهدي في الاستفادة من العناصر البشرية والمادية والمعنوية في تحقيق تلك الانتصارات.
-       تحول المهدي من اسلوب الهجوم الى اسلوب الحصار كان تحول اقتضته الظروف المكانية والزمانية في ذلك الوقت.
-   نجح المهدي في استخدام السلاح الناري العنصر الفاعل في تطبيق اسلوب الحصار كما أنه استفاد من العناصر القتالية مثل الجهادية والعناصر المصرية التي كانت ضمن القوات التركية في السودان .
-   تعتبر الثورة المهدية في السودان ثورة سودانية خالصه نجت في تأسيس دولة على انقاض الحكم التركي في السودان بفضل مقدرات المهدي واتباعه الذين ضحوا من أجل طرد الاتراك من السودان.
التوصيات:
من التوصيات التي خلصُت اليها الدراسة
-       أن معارك المهدية والاساليب العسكرية التي استخدمها المهدي تحتاج الى المزيد من البحث والتنقيب.
-       الاهتمام بالجوانب الأمنية والعسكرية والاستخبارية في اثناء حياة المهدي وقيام الدولة المهدية.
-       العمل على دراسة اسلوب الاستنفار عند المهدي كواحد من العوامل التي نجت في زيادة عدد المقاتلين.
العمل على إجراء العديد من الدراسات لتوضيح الاسلوب القتالي عند المهدي والاستفادة منه من قبل الجهات المختصة.




 ([1] ) نعوم شقير، ، جغرافية وتاريخ السودان،(تحقيق ) فدوى عبد الرحمن على طه دار عزة للطباعة و النشر، الخرطوم، 2007م، ص654.
([2])  Wenqet, Mohdism and the Equption & Sudan (London, 1968, p. 52
([3] ) نعوم شقير، مصدر سابق، ص657.
([4] ) عبد الودود شلبي، الأصول الفكرية لحركة المهدي السوداني ودعوتهـ، كلية الآداب، القاهرة ،2001م ، ص189.
([5] ) سلاطين، السيف والنار في السودان، ترجمة محمد المصطفى حسن، دار عزة للطباعة والنشر، الخرطوم، 2008م، ص105.
([6] ( Robin Neillands. The Dervish wars (London, 2002) p. 92-93
.
([7] ) نعوم شقير، مصدر سابق ، ص655-666.
([8] ) حاتم الصديق محمد أحمد، حاتم الصديق محمد أحمد، دور الأمير يعقوب في المهدية ،(1881- 1898)، الدار العربية للموسوعات ،بيروت، 1430ه-2009م. ، ص34.
([9] ) المرجع نفسه، ص34.
* النور عنقرة من أصل دنقلاوي، التحق بالجيش المصري أو التركي كجندي، عمل مع موسى باشا حمدي عام 1862م وتخلى عن الخدمة العسكرية مع الحكومة والتحق بخدمة الزبير باشا رحمة في بحر الغزال، فطن الزبير باشا لمؤهلاته الحربية فجعله رئيس أركان حربه في الحملة المتحركة لفتح دارفور في عام 1874م، وبعد سفر الزبير إلى مصر تحول إلى خدمه ابنه سليمان، ثم تخلى عن سليمان وانضم للحكومة ومعه 2000 مقاتل الشيء الذي أفرح غردون ومنحه لقب بك وعينه مديراً على (اللادو) في عام 1877م وفي عام 1878م نُقل مديراً على (كبكابية) في غرب دارفور، وفي عام 1880م تمكن من هزيمة السلطان هارون وقتله، وفي عام 1882م كان قائد قوات الحكومة في حامية بارا التي حاصرها الأنصار، وفي يناير 1883م سلمت الحامية وبايع المهدي فعينه أميراً وكان له دوراً مهماً في حياة المهدي والخليفة عبد الله من بعده. Hill, R, Bioqraphical, Dictionary of the Anqlo-Eqyption Sudan. p. 297..
([10] ) نعوم شقير، جغرافية وتاريخ السودان، مصدر سابق، ص696-697.
(([11]  نعوم شقير ، مصدر سابق، ص697.
* عبد الرحمن النجومي، ينتمي إلى قبيلة الجعليين، درس القرآن الكريم ودرسه للآخرين، انضم للمهدي في أبا 1881م، يعتبر من القواد البارزين، اشترك في معارك المهدي الهامة، حاز النجومي على إعجاب المهدي نتيجة الحنكة والموهبة التي ظهرت في شيكان وحصار الأبيض، وبعد حضوره من جبل الدائر ندبه المهدي لحصار الخرطوم وأن يكون أميراً على كل قوات المهدية، لعب دوراً مهماً في تحرير الخرطوم ومطاردة قوات الإنجليز والبقاء في المتمة متأهباً لغزو مصر. أنظر مجلة الدراسات السودانية، ع1، يونيو 1973م، ص168-169.
([12] ) نعوم شقير، جغرافية وتاريخ السودان، مصدر سابق، ص697.
([13] ) نعوم شقير مصدر سابق ، ص697.
* عبد القادرحلمى باشا، من أب مصري وأم سورية، تلقى تعليمه في أوربا، ثم التحق بالخدمة العسكرية، وفي عام 1874م تمت ترقيته إلى لواء وفي عام 1876م أصبح المسئول عن إنشاء السكة حديد ما بين حلفا ودنقلا، ثم رقي إلى رتبة فريق عام 1878م ونقل ليكون مديراً على بورسعيد والسويس، ولما قويت شوكة الثورة المهدية، وثبت عجز رؤوف عن القضاء على المهدية تقرر أن يتولى عبد القادر باشا منصب الحاكم العام والقائد العام بالسودان، وفي مايو 1882م عندما وصل إلى الخرطوم شرع في تحصينها وإرسال الحملات إلى الجزيرة للقضاء على الثورة المهدية هناك، ولكن سرعان ما اختلف مع الحكومة المصرية حول حملة هكس، وكان من أنصار الخطة الدفاعية والكف عن مهاجمة المهدي في كردفان، ونتيجةً لذلك أعفي من منصبه ليخلفه علاء الدين باشا في فبراير 1883م. أنظر عبد الله محمد أحمد حسن، مرجع سابق، ص221.
([14] ) نعوم شقير، جغرافية وتاريخ السودان، ....، ص701-703.
([15] ) حاتم الصديق محمد أحمد، مرجع سابق، ص36-37.
* إبراهيم ود عدلان، كان تاجراً في العهد التركي، انضم للمهدي عند حصار الأبيض، عمل مع أحمد سليمان في بيت المال، أرسله المهدي لتنظيم بيت مال القضارف، اكتسب خبرة واسعة في إدارة المال، استطاع أن يكسب محبة الناس، دخل في صراع مع الأمير يعقوب أدى به في نهاية الأمر إلى دخول السجن والقتل. أنظر حاتم الصديق أحمد، مرجع سابق، ص91-92.
([16] ) إبراهيم فوزي، إبراهيم فوزي، السودان بين يدي غردون وكتشنر، (جزئيين)، مطبعة  جريدة المؤيد، القاهرة، ج2،1319هـ، ص107.
([17] ) حاتم الصديق محمد أحمد، مرجع سابق، ص36-37.
([18] ) المرجع نفسه، ص37-38.
([19])  Winqte,F.R.op.cit. p. 57.
([20] ) مجلة الخرطوم، مرجع سابق، ص52.
([21] ) محمد سعيد القدال، محمد أحمد بن عبد الله، الإمام محمد بن عبد الله، (1844- 1885)، دار الجيل، بيروت، 1994م، ص123-125.
([22] ) نعوم شقير، جغرافية وتاريخ السودان، مصدر سابق، ص719.
([23] ) سيرجي سمرنوف، سيرجى سمر نوف، دولة المهدية من وجهت نظر مؤرخ سوفيتي، ترجمة، هنري رياض، دار الجيل بيروت، 1994م، ص158.

([24] ) نعوم شقير، جغرافية وتاريخ السودان، ....، ص719.
([25] ) عصمت حسن زلفو، شيكان، شيكان، تحليل عسكري لحملة الجنرال هكس، ط2، شركة كرري للطباعة والنشر، المطبعة العسكرية سابقا، امدرمان، 1984م.، ص132.
([26] ) المرجع نفسه، ص201.
([27] )  حاتم الصديق محمد أحمد، مرجع سابق، ص41.
([28] ) د. و. ق. خ/ مهدية 8/1/4 من محمد أحمد المهدي إلى محمد خالد زقل، 4 الحجة 1301هـ، سبتمبر 1884م،  ص6.
([29] ) حاتم الصديق محمد أحمد، مرجع سابق، ص43.
([30] ) محمد سعيد القدال، الإمام محمد أحمد المهدي، مرجع سابق، ص133.
([31] ) حاتم الصديق محمد أحمد، مرجع سابق، ص134-135.
([32] ) يوسف ميخائيل، يوسف ميخائيل، التركية والمهدية والحكم الثنائي، شاهد عيان، تحقيق، أحمد إبراهيم ابوشوك، مركز عبد الكريم ميرغني، امدرمان 2004م  ص118.
([33] ) المصدر نفسه، ص118-119.
* محمد خالد زقل، من كبار أمراء المهدية وهو ابن عم المهدي، بدأ حياته كتاجر ثم أصبح موظفاً في الحكومة التركية المصرية في دارفور، وذلك بعد أن تم فتحها، وتولى مدير (شكا)، وقد ساهم في قمع ثورة سليمان بن الزبير ضد الحكومة التركية، وفي عام 1882م كان هو القائم بأعمال مديرية دارفور، منح لقب بك، وبعد أن تم تحرير الأبيض قام سلاطين بإرساله إلى الأبيض للاستطلاع ومعرفة أخبار المهدي، عاد زقل من المهدي أميراً على كل دارفور واستطاع أن يتسلم المديرية من سلاطين، تم عزله من إقليم دارفور في عهد الخليفة عبد الله وأصبح ملازماً للخليفة في أم درمان ثم عين على الشمال، عاش حتى نهاية =الدولة المهدية وذهب بعد سقوطها إلى دارفور حيث قُتل هناك عام 1903م. أنظر عبد الله محمد أحمد حسن، مرجع سابق، ص219.
([34] ) د.و.ق.خ/ مهدية 1/10A/2 من الخليفة عبد الله إلى محمد خالد زقل، 8 صفر 1302هـ،  نوفمبر 1884م، ص200.
([35] ) د.و.ق.خ/ مهدية 1/10A/2 من الخليفة عبد الله إلى محمد خالد زقل، 20 صفر 1302هـ، نوفمبر 1884م،  ص202.
([36] ) د.و.ق.خ/ مهدية 1/10A/2 من الخليفة عبد الله إلى محمد خالد زقل، 22 صفر 1302هـ، نوفمبر 1884م،  ص206.
([37] ) د. و. ق.خ/  مهدية 1/10A/2 من الخليفة عبد الله إلى محمد خالد زقل، 28 ربيع أول 1301هـ، ديسمبر 1883م،  ص157.
([38] ) ب.م هولت، ب.م هولت، المهدية في السودان، ترجمة، جميل عبيد، دار الفكر العربي، بيروت ،1982م.، ص121.
([39] ) المرجع نفسه، ص122.
* الضريسة، هي عبارة عن قطع الحديد التي يتم تجميعها مع بعضها، وهي ذات رؤوس حادة استخدمها غردون باشا للدفاع عن مدينة الخرطوم، حيث قام بغرسها في الطين لمنع الأنصار من دخول الخرطوم، انظر حاتم الصديق محمد أحمد ،مرجع سابق، ص48.
([40] )  حاتم الصديق محمد احمد، مرجع سابق، ص48.

تعليقات

المشاركات الشائعة