مؤتمر الدراسات المهدوية العلمي الدولي الثاني - الأوراق المقدمة






مؤتمر الدراسات المهدوية العلمي الدولي الثاني
محور الإمام المهدي
25 يناير 2017 م
أدب الخطاب  عند الإمام المهدي  
"فترة حصار الخرطوم نموذجا "

                                                        ورقة من إعداد أ . يوسف حسن محمد يس
مقدمة :

                 الخطاب في اللغة  كما في المعجم الوسيط من خطب ؛  خطب النّاس / خطب على النّاس / خطب في النّاس ألقى عليهم خُطْبة ، خَطَبَ النَّاسَ ، وفيهم ، وعليهم خَطَبَ ُ خَطَابَةً ، وخُطْبَةً المعج]خ ط ب[. ( فعل : ثلاثي لازم متعد بحرف ). خَطَبْتُ ، أَخْطُبُ ، اُخْطُبْ ، مصدر خَطَابَةٌ ، خُطْبَةٌ  ، خَطَبَ في الْجُمْهُورِ :- : أَلْقَى حَدِيثاً ، كَلاَماً ، أَيْ خُطْبَةً . :- خَطَبَ الجُمْهُورَ :- :- خَطَبَ عَلَى الْقَوْمِ .
وفيالمعجم خَطَبَ الإِمَامُ في الْمُصَلِّينَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ :- : وَعَظَهُمْ . خطُبَ أما المعجماللغة العربية المعاصر خطُبَ يَخطُب ، خَطابَةً ، فهو خَطِيب. خطُب فلانٌ صار خطِيبًا ، كان بارعًا في الخَطَابة :- حذق فنَّ البلاغة .
           ووظيفة الخطاب التواصل  بين المخاطِب والمخاطَب سواء كان التخاطب شفاهةً أو كتابةً .
وأهدافه هي تحقيق غرض من أغراض الكلام ، بدءاً من السلام  الذي هو الطمأنينة و الأمان لذاته أو تمهيداً لما بعده من كلام حسب غرض المخاطبة ،  اخباراً أو استفساراً  ، أو رداً أو دعوة ، وتوضيح وتبليغ وغايات التخاطب المرجوة بالنسبة للداعية  التبليغ المبين ،  المعين على الاستجابة .  ومنها تأليف القلوب  ،  واستمالتها إن أمكن وإقناع الآخر وهكذا .
            مما سبق  تتضح ضرورة أن تتسق لغة الخطاب مع غرضه  وغاياته ، لتساعد على تحقيق أهدافه ويعني ذلك فيما يعني أهمية انتقاء المفردات المناسبة  وصياغة الجمل  بصورة تبين المعنى الذي يريد المخاطب  توصيله إلى مخاطبه لإحداث  الأثر الذي يقصده  وهكذا تتكامل الجمل  متعاونة  على بيان الموضوع  وبلوغ  غايته مما يعني  أن  كل المفردات  لا تصلح في كل المواضع  وبعض  المخاطبات  قد تؤدي  عكس المطلوب  كما  يحدث عند استخدام مفردات التحدي والاستفزاز  في مجتمع  من ثقافته أن يقابل التحدي بالتحدي  بدل الخوف والخضوع  مع أن مصلحة  المخاطب أن تكون  النتيجة  قبولاً وتوافقاً أو موائمة ومصالحة لا نفوراً وزيادة في العداوة  كما قد يؤدي  التعبير غير المبين  إلى إحداث  لبس وغموض ولذلك امتدح الخطيب  بأنه بليغ  وحكيم ولين العبارة و جذاب  وكم من  خطيب  بالفظاظة والغلظة غذى الشحناء  والبغضاء  ومهد للحرب أو زاد اشتعالها .
خطاب الامام الهدي و الخطابة و وظيفته
المدخل لذلك هو معرفة الغرض الذي يريده الإمام المهدي من الخطاب و قد لخصه الامام في مقولة  مأثورة  عنها هي قوله :
( أنا عبد مأمور باحياء الكتاب والسنة المقبورين حتى يستقيما )
    ومن صفات المهدي التي وردت في الاحاديث المروية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم  "  يقفو أثري ولا يخطئ " .
           ومن تلك وظيفته وهذه صفته المطلوبة واللازمة لاثبات مهديته أن يقاس خطابه بمعايير الخطاب  التي وردت في الكتاب والسنة لأن الأمر بالدعوة جاء  متبوعا ببيان وسائل الدعوة  .
        أدب الخطابة كما في الكتاب والسنة  :
        جاءت في بيان ذلك نصوص  صريحة  من الكتاب  وأحاديث صحيحة  عن رسول الله صلى الله عليه وسلم . من ذلك قول الله تعالى  :" ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ۖ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ۚ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ ۖ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ  "  [1] وفي آية أخرى قال تعالى  :" وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا"  [2]  وامتدح المولى عز وجل  نهج رسوله صلى الله عليه وسلم وبين ما كان سيحدث  لو لم يكن كذلك  فقال تعالى :" فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ ۖ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ۖ .." [3] ما يعني  أن ضرر مجانبة اللين لا ينحصر فقط مع الخصوم والمخالفين  بل يشمل  حتى الاتباع وإذا كان يمكن  أن يؤدي  إلى  انفضاض  المؤيدين  فإن ضرره في الآخرين سيكون أكثر وأشد وأشنع . وقد ورد في النص  عن بعض أنواع التخاطب  نهى حتى عن سب الذين يدعون من دون الله قال الحق عز وجل   :" وَلَا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ ۗ كَذَٰلِكَ زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّهِم مَّرْجِعُهُمْ فَيُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ"[4]  وفي هذا المعنى ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم " يسِّروا ولا تعسِّروا، وبشِّروا ولا تنفِّروا " متفق عليه    وقال " إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانهُ، ولا ينزعُ من شيءٍ إلا شانهُ " " رواهـ مسلم     وعن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله رفيقٌ يحبٌ الرفق في الأمر كله» متفق عليه.
     من صفات الخطيب البليغ أن يأتي  حديثه مسترسلاً مناسباَ موضوعياَ جذاباَ ومقنعاً و مما يساعد على ذلك غزارة العلم وحضور  البديهة  وطلاقة  اللسان ولذلك دعا موسى عليه السلام ربه قائلا " وأحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي " وورد عن الإمام المهدي  قوله إن في لسانه ثقل ولكن العلم أطلقه  .
          اشتهر الامام المهدي  بأنه كان إذا خطب  بكى وأبكى  أي تفاعل مع ما يقول وتفاعل معه سامعوه وقد اشتهر بذلك قبل المهدية عندما كان شيخاَ في خلوته بالجزيرة أبا  حيث ذاع صيته وصار  المسافرون  على النيل الابيض يتوقفون عند الجزيرة أبا ليسمعوا لشيخها .
       كان الإمام المهدي إذا كتب أو خطب أو آنس يعظ و يفسِّر و ينصح و يدعو و يرغِّب و ينبه ويحذر وفي ذات الوقت كان يقبل  الرأي الاخر أو يراجع صاحبه لذلك نجده في خطابه للأمير ود البصير قال :" عن وصفه لصالح المك بالأمير " وأما التصدير بقول الأمير صالح فليس للإمارة عندنا وإنما هو لإمارته عند الترك إذ كان صلى الله عليه وسلم يخاطب كبراء الكفر بنحو  " عظيم "  وأما كتابة  " بيك " وأغا فلو أعلمها لأزلتها من الكتاب  "[5].
      وفي قبول اجتهاد أميره ود البصير  بخصوص  صالح المك قال الإمام المهدي  " لا خير في السفك أن وجد طريق الحقن " [6]  .
     ورد  على صفيه وصديقه خليفة الصديق  فيما يتعلق برسالته  التي يرى فيها  عدم استحسان زيارة قبر أبيه  لما في ذلك من خطر على عقائد الناس  رد عليه قائلاَ  :" أن هذا الأمر لم يكن خاطر ببالي ولكن لما رأيته منك  وجدته صواباً  ولا مانع من وصول الضريح من الإخوان ليهدوا للوالد الفاتحة " [7] .
    وفي خطاب عام إلى الأحباب  قال :" أحبابي  ،  إن النسبة الجامعة بيننا وبينكم هي نسبة التقوى  " [8] .
     وكتب إلى عمه  محمد علي قرافي  " حبيبي ، أيها العم المكرم  "يذكر أن الدين  قد اندرس لطول العهد من رسول الله واقبال الخلق على الجاه والمال . يبين فضيلة  التواضع وحسن الظن بالله والإيمان  بعظمة  قدرته . بين عدم الجدوى من الدنيا  وأن النعم الدنيوية  شاغل عن الله وأن المستكثر بشيء  دون الله مخذول . يطلب منه أن يهاجر إليه وأن يقبل إلى الله بصدق .[9]
 الآثار الكاملة للإمام المهدي :
     جمع البروفسور أبو سليم  منشورات وخطب الإمام المهدي في ستة  مجلدات  ، سماها الآثار الكاملة للإمام المهدي – وهذا اجتهاد مقدر  ولكن البروفسور  نفسه أشار إلى أن هنالك  14 قطعة من الفترة السابقة للمهدية  و9 من فترة  إعلان المهدية  في أول شعبان  1298 هـ حتى نهاية العام  و أن ثمة آثار  لم ترد إلى دار الوثائق  ولا غيرها بل قال  إنه سمع عن بعضها ورأى  بعضاَ ولكنه لم يسلم  له بمعنى أننا بحاجة إلى اصدار نداء عام عبر وسائل الاعلام والخطباء لمناشدة  كل من عنده  منها شيء  ليسلمه إلى جهة اختصاص  حتى يكون متاحاً  للباحثين  والدارسين فتعم الفائدة . وقد فعل  مركزنا ذلك في حدود امكانات منسوبيه ومسئوليه وعلاقاتهم فجاءتهم مجموعة  اطلق عليها مجموعة الامام المهدي  تحتاج إلى مقارنة مع ما هو  مجموع .
تتكون أعمال الإمام المهدي من :
أولاً : المراسلات  وتشمل الخطاب ، الرسالة ، المنشور  ، التوقيعات .
ثانياَ: الادبيات الدينية  .
ثالثاً: الحضرات .
رابعا: الأدعية والراتب .
خامساً : الخطب .
سادساً المرويات .
سابعاً :  المجالس " القرآن والتفسير ، الأحاديث النبوية  "
وهنالك وثائق  في مجلد  المعاملات تتضمن  ثلاث فئات هي :
أ‌-       وثائق المهدي إلى حمدان  ابي عنجة .
ب‌-    وثائق المهدي إلى محمد خالد زقل  .
ت‌-   وثائق متداولة بين المهدي وأمين ماله أحمد سليمان .

 مجموع ما في مجلدات الآثار الكاملة تفاصيلها كما يلي :
173 في المجلد الأول ويحتوي على الوثائق وما نحوها  حتى نهاية  1300هـ
335 في المجلد الثاني  وفيه  وثائق سنة 1301 ه .
351 في المجلد الثالث وفيه وثائق  سنة 1301 ه أيضاً .
498 في المجلد الرابع وفيه وثائق  سنة 1302 ه .
أما المجلد السادس فيشتمل  على الراتب والأدعية  والخطب ويبلغ عدد الخطب  المجموعة  فيه 40 خطبة  . وله تعليقات على بعض  النصوص  وتفسير لبعضها  .
أبرز مفردات خطاب الإمام المهدي :
      ورد أن الكلمات أوعية  المعاني فمن أراد أن يوصل  معنى معيناً عليه أن يختار  الكلمة  التي تدل عليه وتوصل  إلى المتلقى سامعاً أو قارئاً أما الخطأ في  اختيار  الكلمة فمن آثاره  أن يؤدي إلى اختلاف  في المعنى أو خطأ في المعنى و بالتالي فيما يترتب عليه من رد أو ردود أفعال و أقوال .
    الحديث عن خطاب الإمام المهدي  يشمل  الخطاب الشخصي الموجه لشخص  كما يعني الخطاب الرسمي الذي يسمى منشوراً  كما يشمل  الخطاب الجماهيري والخطبة الدينية  و المتأمل في خطاب الإمام المهدي سيجد أنه يهتم بالمفردة  ومثله متوقع منه  أن يختارها  للمعنى الذي يريد بيانه  والأثر الذي يقصد احداثه  في الطرف الآخر  .
    هنالك مفردات  تكررت في خطاباته ومن دلالات التكرار حضور موضوع وسببه لما يعني ان المتحدث يقصده ويريد التأكيد  عليه والتأكد من وصوله وربما كان معنى تكرار ذكر الشيء حبه  وقد قيل من أحب شيئاً أكثر ذكره .
  فيما يلي أورد بعض المفردات التي تكرر ورودها  عن الإمام المهدي و لعلي لا أخطئ  بل لا أظن أن هنالك من يخالفني  الرأي في أن  المفردة التي وردت في معظم خطاباته هي مشتقات كلمة " أحبَّ " فمعظم خطابات الإمام المهدي حتى لأكثر  مخالفيه تبدأ بكلمة حبيب للمفرد وأحباب للجمع وقد يضيف  إليه كلمة صفي للمفرد  وأصفياء عند مخاطبة الجمع أمثلة ذلك استهلاله  المخاطبة بعد البسملة  " الحمد لله والصلاة على رسوله صلى الله عليه وسلم وبيان مصدر  الخطاب  ومن يوجه إليه " من العبد المفتقر إلى الله ، إلى _____ (فلان) تبدأ المخاطبة بإحدى هذه الصيغ :
حبيبي  ، حبيبي وصفي  ، حبيبه وصفيه  ، أحبابه و أصفيائه ، الحبيب في الله ورسوله صلى الله عليه وسلم .
أحبابه وأعوانه في الدين من الخلفاء  والعمال والأنصار  .
      ألفت النظر إلى أنه لم يقل اتباعه بل قال أعوانه في الدين ولم يقل الولاة  ولكن قال العمال ولعل ذلك أدعى إلى الجد في العمل  والتواضع في التعامل  .
    معلوم أن المحبة كلمة طيبة وعلاقة خاصة  من ثمارها تبادلها وبذلك تكون سبباً في انشراح الصدور وقتح المغاليق بين أطرافها  بل هي سبب لدخوله الجنة  فقد صح هم الحبيب المصطفى أنه صلى الله عليه وسلم  قال  :" لا تدخلون الجنة حتى تؤمنوا ، ولا تؤمنوا حتى تحابوا ألا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم : أفشوا السلام بينكم "  كذلك من العبارات التي أكثر من استعمالها  بل يمكن ان يقال التزمها  في وصف نفسه عند تعريفها للمخاطب عبارة المفتقر لمولاه ؟ المفتقر إلى الله . هذا بينما نجده  يحترم مخاطبه ويقدره ويعترف لصاحب العلم بعلمه ولصاحب المقام بمقامه  ولو كان حاله عند الخطاب مخالفة له بل إنه خاطب  غردون  " عزيز بريطانيا والخديوية " .
      كذلك استخدم كلمة شفقة في عبارة تكررت في مخاطباته حتى في حالة محكوم بإقامة حد شرعي عليه فقال في خطابه إليه ( ذلك شفقة على المسلمين كافة ولا سيما من يعز علي من الأولاد والأقارب .)
      ومن المفردات التي أحسب أنه استخدمها  في موضعها الذي يؤدى مقصوده منها ما يلي :
نبهت ، أنذرت ، لاطفت  ، العفو عما سبق  ، يغفر الله لكم
    بتأمل المفردات التي وردت سابقاً نلاحظ توافقها مع صفات و وسائل الدعوة كما وردت في الآيات الكريمة والنصوص النبوية الشريفة ؛  الحكمة ، الموعظة الحسنة  والمجادلة بالتي هي أحسن  واللين مع الناس وتجنب الفظاظة والغلظة .
    خطاب  الإمام المهدي من حيث المبني والمعنى 
كل خطابات الإمام المهدي  يستهلها  بما يلي :
" بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الوالي الكريم  والصلاة على سيدنا محمد وآله مع التسليم  
ثم يورد كلمة  "وبعد "  ، التي يفسرونها  بمعنى بداية الخطاب  أو بمعنى " أفهم " ثم بعدها يقدم نفسه إلى مخَاطَبه قائلاً :-
من العبد المفتقر إلى الله محمد المهدي بن عبد الله " وفي بعض  المنشورات " بن السيد عبد الله  .
يلي ذلك تعريف المخاطب ويبتدئه بكلمة حبيبه ، أو صفيه  وقد يزيد عليه بصفة أو كلمة تزيد المخاطب تقديراً (المكرَّم) وعند الجمع يجمع كما ورد آنفاً .
    يلاحظ أنه يتواضع ويرفع قدر مخاطبه ثم يتبع ذلك بكلمة حبيبي  أو أحبابي ويدخل إلى موضوعه  الذي عناصره عامة وخاصة  .
أما العامة فتشتمل على ما يلي   :-
-        الدعوة إلى التوحيد والإخلاص لله بالعبادة .
-        الدعوة إلى اتباع أثر رسول الله وسنته .
-        التحبيب في القرآن الكريم ، تعلمه والعمل به .
-        التحبيب في الآخرة  والزهد في الدنيا .
-        تحبيب الجهاد في الله واسترخاص  كل غالٍ دونه .
      أما العناصر الخاصة فبحسب الموضوع الخاص  الذي هو سبب الخطاب  يُعينه  ويبين الحكم فيه مستشهدا ً بآي من الذكر الحكيم وسنة رسول الله  صلى الله عليه وسلم مثل العبادات ، والمعاملات  والعقوبات الشرعية  والأحوال الشخصية  ، وتربية الأبناء ومسئولية الآباء  والظواهر الاجتماعية  والأوضاع المالية الاقتصادية ، والتجارة والإنفاق والتصرف في المال والغلول  ... الخ .
     وقد يورد  شاهداً من الحِكم أو الأقوال المأثورة والأمثال  والشعر  وخلاصات  وأقوال هو مصدرها مثل قوله لمخَاطَبهِ عند الحديث  عن السلف الصالح :
" كونوا كما كانوا تنالوا ما نالوا  "   وقوله في تفضيل العفو و الصفح على العقاب  :-
" لا خير في السفك إن وجد طريق الحقن "[10]  وعلى حسب المألوف في صياغة الكلام خاصة في زمانه فقد استخدم السجع .
**  مقتطفات من نماذج خطاباته  : -
        فيما يلي أورد مقتطفات مرجعية لما تميزت به صيغ مخاطبات الإمام المهدي لمخاطبيه وقد شملت  مخاطباته :-
-       المشايخ .
-       العلماء .
-       عامة الناس ، بعض النساء  ، اقربائه .
-       أعوانه في الدين من الخلفاء والأمراء والأنصار  .
-       مخالفيه في المهدية " من انكروها له "
-       سكان الخرطوم .
-       غردون.
مخاطبته للمشايخ :
 المشايخ هنا أنواع :
1-  مشايخه الذين تلقى عنهم .
2-  المشايخ ذوو المقامات الدينية العامة  .
3-  المشايخ الذين عارضوه .
4-  أقاربهم  .
     فيما يتعلَّق بالصنف الأوَّل من العلماء أقول تلقى الإمام المهدي العلم ستة عشر شيخاً تقريبا أشهرهم  :
·         الشيخ محمد خير عبد الله خوجلي.
·         الشيخ محمد شريف نور الدائم .
·         الشيخ القرشي ود الزين .
    وقد أورد البروفسور محمد إبراهيم أبو سليم مخاطبته للشيخ محمد الطيب البصير عند بدء المهدية واصفاً للشيخ محمد بـ (خليفة جدنا الشيخ البصير ) .[11]
        وعلى الرغم مما وقع بينه وبين شيخه محمد شريف فإنه ظل محافظاً على إجلاله واحترامه  ولذلك خاطبه  قائلاً : " من العبد المفتقر إلى الله محمد المهدي بن عبد الله  إلى حبيبه محمد شريف وقاه الله وأعطاه المقام الظريف " ورد في خطابه له " وإنك حبيبي ممن هو حقيق بإيثار ما عند الله على كل شيء  " وقال له " وفيما كتبت إليك سابقاً ، عهدي بك أن تفهم العبارة من غامض الإشارة لزكي فهمك وعزيز عملك "[12]كما كتب إليه قائلاً:
( فمن العبد  المعتصم بالله محمد المهدي بن عبد الله إلى المحترم المكَّرم بكل الاكرام محمد شريف نور الدائم ، رزقه الله كمال المكارم وبلغه شهود الدائم .
 عزيزي ، قد ورد على كتابك صحبة أخينا  يوسف البلال ، ومن بعض ما فيه  تذكر  لنا تعديات الاخوان عليكم كموسى أحمد البشير الخنفري  وفرح حقار الصبح وغيرهم من إخواننا وأصحابنا ونهبهم لحقوقكم مظهرين أننا أبحنا لهم بوجه الغنيمة . وأنا والله ما صدر مني ذلك ولا أبحت لهم قبال نعل من أموالك ولم أبحها  فيما يأتي  . وان حرمتك ثابتة في قلبي  ، وأن جرى ما جرى  ، وأني لم أزل اطلب من الله ورسوله العفو عنك شفقة عليك ، وهل جزاء الإحسان إلا الإحسان  ! وقد حضرت فيك الحضرة مراراً وفيها  لقد حصل العفو عنك وعن جميع املاكك كلها على وجه العموم من نقود و عيوش و أطيان ومواشي  وخلافها  ، وحمدت الله على ذلك .
        وإن جميع ما نهب منك أنا ملزوم به و ألزمت به نفسي  لزوماً شرعياً  ، وقد كتبنا مناشير  معددة  في حقكم ومنوه باحترامكم و إكرامكم وثبوت حقكم وعدم  سبكم والوقوع في عرضكم للنسبة القديمة و الامداد المستديم . ومن خالفنا وتعدى عليكم فهو مخالف لله ورسوله . وأن الخليفة عبد الله  موجود لجزاء المخالفين وهو سيف الله المسلول لمن خالفنا وخالف الله ورسوله ، وعمل على شاكلتي  .
         ولقد علمت لدى نصيحتك واعتبر في حلمي بعد علمي  وفي عفوي بعد اقتداري وعين النصيحة أنا المهدي  ، ولا فخر ! وما ذكرت ذلك إلا براً لك و رحمةً بك لتزداد تواضعاً وتجدد كمالاً وأن لا ترى  لك كمالاً  دون الله ولا عزاً إلا عنده . وأن مفاتح الغيب  عند أبينا القطب الطيب  . وإني لو آخذتك بما كان من غير  نصيحة  لك يشكوني يوم القيامة  عند رسول الله صلى الله  عليه وسلم . فافعل وقل ما شئت  فإني راضي ومثلك تغنيه الاشارة والسلام .) "[13]
وفي  خطابه إلى الجلال محمد شريف قال "  الخطيئة ثبتت وإقامة الحد وجبت  " إلى قوله " وأنا والله لشفقتي على المسلمين كافة ولا سيما  من يعز عليّ من الأولاد والأقارب ، ما كنت اترك من يجب عليه حد من حدود  الدين للكفارة له والفوز بالخير الدائم وللقيام بأمر الله الواحد المتعال  ، وقد حد عمر بن الخطاب رضي الله عنه ابنه حتى مات تحت الحد فاختار ابنه وهو ذلك لما يعلمانه من الله ".[14]
     وقد خاطب علي بن العالم الأمين الضرير بخطاب جاء فيه  :" إلى علي بن الأمين الضرير – يشير  إلى الكتاب الذي كتبه لأبيه ثم يثني عليه لذلك ويدعو له بالتوفيق  ويفيده بأن جده وبناته اللائي منهن والدته قد قبلهم "الإمام المهدي  " وبايعهم على البيعة  التي تليق بحالهم فيما يؤدي إلى القرب من الله . 10 ذي الحجة 1300ه . [15]
وخاطب آل أبي سن  بخطاب فيه :
 (إلى عوض الكريم أحمد أبو سن وإخوانه وأولادهم وعشيرتهم وقبيلتهم يشير إلى خطابه بإتباعه ويطلب خروجهم عن طاعة الترك والعمل بالشريعة والتشمير على أحياء الدين حتى يقوم إليهم ويطلب منهم الكف عن التعدي على البطاحين ويصفهم بأحبابه في الله وأعوانه على سكة رسول الله .)
و كان من حكته ومراعاته للإعتبارات الخاصة و الحالة الإجتماعية أن يخير مخاطبه بين خيارات كما في خاطبه لصالح المك يحثه على الخروج على الترك ويخيره بين الهجرة اليه أو الانضمام إلى الأمير محمد الطيب البصير .
وخاطب السيد محمد عثمان الميرغني " الجد" قائلاً :
"فمن العبد المفتقر إلى الله محمد المهدي بن عبد الله إلى حبيبه في الله محمد عثمان  بن محمد الحسن ميرغني  ، كان له مولاه الغنى آمين  . " وورد في خطابه إليه  " وإنك من أعظم من يعد ويظن بالصداقة والإخلاص  لله في مثل هذا الأمر وما عهدتك أنك تتباطأ عن قدر كهذا " وقال " وإنك يا حبيبنا  ، ممن لم يكن دينه على حرف  إن أصابه  خير أطمأن به وإن أصابته فتنة  أنقلب على وجهه بل أنت ممن  يطلب رضا الله ولو تقطعت إربا إربا " [16].
  ** ربما  كانت أقسى الكلمات  في جميع  مخاطبات الإمام المهدي  قد وصفهم هي التي جاءت في منشوره الموجه إلى العلماء  الذين عارضوا  وأيدوا  غردون وصدوه عن الإسلام وقد وصفهم بعلماء السوء .فقد  جاء فيه "  كيف يدرك  الآخرة من لا تنقضي من الدنيا  شهوته ولا تنقطع عنها رغبته ! بحق أقول لكم  : أفسدتم آخرتكم بصلاح دنياكم فصلاح الدنيا احب اليكم من صلاح الآخرة . فأي الناس أخسر منكم لو تعلمون ! ويلكم متى تصفون الطريق  للمُدلجين  وتقيمون في محلات المتحيرين  كأنكم تدعون أهل الدنيا ليتركوها لكم ، مهلاً مهلاً ! ما يغني البيت المظلم ان يوضع السراج فوق ظهره وجوفه وحشة معطل .   " [17]
إلى أهالي الخرطوم :
      كتب الإمام المهدي إلى أهالي الخرطوم يذكرهم  ويأخذ عليهم اعتمادهم على الإنجليز وصرف نظرهم إليهم دون الله . يعفوا عما سبق منهم  ويحثهم على التسليم ويعدهم بالأمان " لا اؤاخذكم بما فات منكم ولا تثريب عليكم اليوم يغفر الله  وهو أرحم الراحمين وعليكم آمن الله ورسوله وآمن العبد لله وليس عليكم حرج فيما مضى وغايته أن من سلًم سلم ومن خالف  عطِب وندم  "من عمل منكم سوء بجهالة  ثم تاب  من بعده وأصلح فأنه غفور رحيم  " .[18]
مخاطبته إلى  غردون باشا :
    غردون كما هو معلوم ضابط إنجليزي مسيحي رشحته بريطانية للخديوي للتعامل مع المسألة السودانية أو حركة الدرويش أو التمرُّد الذي حدث في السودان أي الثورة  وكانت مهمته في مبتدئها إخلاء السودان ربما إيثاراً لسلامة الأجانب الموجودين فيه و لكنه ذلك على خلفية نجاحه في إخماد ثورة الصينيين ضد الإنجليز ، لكنه عندما دخل السودان طمع في أكثر من ذلك ، طمع في إبقاء جزء من السودان تحت سيطرته وقدَّر أن قائد التمرد ربما يكون فقط راغب في السلطة ولذلك فكر في أن يقطعه جزءاً من البلاد ( كردفان ) لينفرد هو بالباقي منها فقدم عرضها للثائر مدعوماً بهدايا لكن الثائر لم يكن كما توهمه غردون بل يرمي لأكثر من ذلك لأنه صاحب دعوة ، و قد دارت بينهما مخاطبات المتوقع في مثل تلك الحال أن تكون مفرداتها نارية تهديدية لكن المهدي رد على خطاب غردون المتلطف بخطابات هادئة جاء فيها :
"سلم تسلم يؤتك الله أجرك مرتين  وإن أعرضت كان عليك أثمك وثم من معك وإن اسلمت سلمت  فقد عفونا عنك وأكرمناك وسأمحناك فيما جرى  منك ، وإن أبيت فلا قدره لك على نقض ما أراده الله وسترى "[19]
     وخاطبه قائلاً " من العبد المفتقر إلى مولاه محمد المهدي بن السيد عبد الله إلى عزيز بريطانيا والخديوي غردون باشا  :" دعاه  وأشار إلى حسناته و أعماله الطيبة ثم يقرر أن حسناته  لا تقبل عند الله إلا بعد اسلامه  ويذكر انه أرسل للمُحاصرين وأخبرهم أنه راغب في الاسلام ولم يقف بينه وبين الاسلام العلماء  وبين أن هذا  زاد من أمله فيه ويطلب منه التسليم قبل مجيئه إلى الخرطوم ويبين شروط التسليم  " اذا سلمت تكون آمن على نفسك ومالك وعائلتك وكل ما ملكت يداك من قليل أو كثير ما عدى حق الميري المخصوص به وكل من يسلم معك من المسيحيين كذلك آمن على هذا الشرط الذي مر آنفا " [20] ألفت النظر إلى أنه خاطب  غردون  بصفة" عزيز بريطانيا والخديوية اقتداء بمخاطبة رسول الله لعظماء أقوامهم بصفة عظيم كما في خطابه صلى الله عليه وسلم إلى عزيز القبط وغيره .[21]
   وفي منشور آخر خاطبه قائلا :" وليكن معلوم عندك يا حضرة الباشا غردون أن جميع الذين قتلوا على يدي ، قد أنذرتهم أولا إنذارا بليغا وها هي واصلة اليك " الإنذارات إنذار ولد الشلالي من بعد مخاطبته لي ، وإنذار هكس بأجوبة عديدة للعام وجواب مخصوص له وإلى اكابر جيشه ، وقد أرسلنا لباشا الأبيض بجواب فقتل رسلنا وبعد أن وقع في يدنا أكرمناه ، وفي موقع آخر يقول له " ولذلك لاطفت جميع الأكابر وأهل الدولة  بالقول والفعل  ليعرفوا ما عند الله فيرغبوا فيه  ويتركوا الخسيس الفاني  وهكذا جميع من وقع في قبضتنا من الأكابر ما فعلنا معه إلا الخير والإكرام ومن صدق منهم معنا فهم الآن في خير كثير وزيادة شرف والسلام " وفي نفس الخطاب قال له " ويعد هذا البيان فإن اهتديت وسلمت لي وأتبعتني فزت بشرف الدنيا والآخر وفزت بأجرك وأجر جميع من أتبعك وإلا هلكت . ولزيادة الشفقة عليكم لزمت التحشية " الزيادة بعد نهاية الخطاب .[22]
    وفي منشور آخر خاطب غردون قائلا :" سألتك بحق الله ونبيه عيسى عليه السلام أن تقف على أجوبتنا هذه بالحرف " في هذا الخطاب ذكر الإمام المهدي  أن جورجي  أسلامبولية بلغه أن رجلا يسمى السيد أفندي نعيم له معرفة بلغة غردون  وبالخط العربي " وما دام أنه يعرف الخطين واللغتين نرغب الوقوف على ما في هذا الظرف جميعه حرفياً على يدي  المذكور  "[23]
    وعندما آن الأوان و آل الحاال إلى الإنتقال من الحصار إلى الإقتحام انتبه الإمام المهدي إلى الداخلين  إلى الخرطوم والموجودين بها فخاطبهم قائلاً " من رأى غالاً فليخبر به وإلا فهو شريكه فيما يقضيه الله " .
    وبعد أن تم للإمام المهدي تحرير الخرطوم الذي يعني تحرير السودان و بدأت ملامح دولته و لأن الأمر أمر دعوة لا تحده الحدود السياسية طفق يخاطب المسلمين خارج السودان فكتب إلى أهل الجهات المصرية وجاء في خطابه إليهم :
  ( اعلموا أحبابي أن النصح في دين الله من أهم الواجبات ومن أعظم القربات قول نبينا  عليه أزكى الصلاة والتسليمات  إن الدين النصيحة كما في الحديث  . قوموا بغير  توان  إلى الجهاد في سبيل الله – ثم  أعلموا  أيها الأحباب أنه قد أجمع المسلمون .)
وقد لخص البروفسور أبو سليم خطابه إلى أهالي فاس  " يذكر أن تقادم العهد من زمن الرسول وجور الحكام وموافقة علماء السوء قد أمات الدين وعطل أحكامه ونزل به ، ثم يذكر مهديته وأنه أتم تطهير السودان من الترك المفسدين . يبين أهداف دعوته ويدعوهم للإيمان به والعمل  لنصرة الدين خصوصاً وقد بلغه إنهم مؤمنون به راغبون في الانسلاك في سلكه . يذكر أنه سمي عمالاً عليهم بناء على ما عرضه رسلهم الذين اتصلوا به من مصر ويترك لهم حرية إقراره  أو تعيين شخص آخر ويؤكد لهم  بالكتاب  والسنة  فقط  وترك المذاهب  وآراء  المشايخ . يبين أهمية الجهاد  ومكانة اتباعه  ومقاماتهم ويطلب منهم رداً عاجلاً .
التوصيات :
·         إصدار نداء  عام لمن بطرفه وثيقة بتسليمها  إلى الجهات المختصة  .
·         أن ينكب الباحثون  على الوثائق لدراستها وإعطاء اهتمام أكثر بالجانب الدعوي في المهدية ، عقيدة وفكراً والتزاماً .
·         اقتفاء أثر النبي والسلف الصالح في نوع الخطاب ووسائل الدعوة وتوخي اللين في التخاطب  والملاطفة والاحترام  في التعامل  والحرص على ما يساعد على التوافق تكامل الجهود والتعاون على البر والتقوى بدل الجنوح إلى استفزاز الآخر واستخدام عبارات التحدي .




 

                                             الخاتمة
      هذه الدراسة هدفت لبيان أن الامام المهدي كان له أسلوبه الخاص في التخاطب مع الآخرين يتوافق مع موجهات النصوص الواردة في ذلك في الكتاب والسنة لمن يتصدى لمهمة الدعوة و قد أوردت فيها بعض المفردات التي أعتقد أنها كان لها أثر طيب في مخاطبيه و أتبعت ذلك بمقتطفات من نماذج متنوعة من خطاباته مشيراً إلى مناسبة التعبير للمخاطب و و ضعه الاعتباري و الاجتماعي أو مكانته عند الامام .
    هذا جهد محدود ومتواضع في موضوع مهم  أطرقه داعياً إلى الغوص في أعماقه  لاستخلاص الدروس  والعبر  التي نحتاجها في مسيرة الدعوة في علاج  شروخ واقعنا الاجتماعي وترميم العلاقات بتأليف القلوب سعياً في طريق توحيد الجهود .
وبالله التوفيق




[1] سورة النحل – الآية (125) .
[2] سورة البقرة  - الآية (83) .
[3] سورة آل عمران – الآية (159) .
[4] سورة الانعام – الآية (108) .
[5] الآثار الكاملة  ، مجلد 2 ، صـ336
[6] الآثار الكاملة ، مجلد 2 ،نفس الصفحة 
[7] الآثار الكاملة ، مجلد 2 ، صـ332
[8] الآثار الكاملة ، مجلد  2 صـ 317
[9] الآثار الكاملة ، مجلد 2 ،صـ323
[10] الآثار الكاملة ، المجلد  الثاني صــ336 .
[11] أبو سليم ، منشورات المهدية ، منشور رقم 6 صـ12
[12] الآثار الكاملة ، المجلد الثالث ، منشور رقم 328 صـ86-87 .
[13] الآثار الكاملة ، المجلد الثاني  ، منشور رقم 260 صـ242-243
[14] الآثار الكاملة ، المجلد الثاني ، منشور رقم 280 صـ 293
[15] الآثار الكاملة ، المجلد الأول ، منشور رقم 135 ، صـ383
[16] الآثار الكاملة ، المجلد الثالث ، منشور رقم 390 صـ194-195
[17] الآثار الكاملة ، المجلد الأول  ، صـ434
[18] الآثار الكاملة ، المجلد الثالث ،  صــ290
[19] الآثار الكاملة ، المجلد الرابع ، صـ155 .
[20] الآثار الكاملة ، المجلد الثالث ، صـ 216
[21] المباركفوري ، الرحيق المختوم .
[22] الآثار الكاملة ، المجلد الثاني ، منشور رقم 262 صـ252 -253
[23] الآثار الكاملة ، المجلد الثاني ،صـ255

تعليقات

المشاركات الشائعة